ما تبدأه البندقية ينهيه الساسة

91
باب الحارة

ما تبدأه البندقية ينهيه الساسة، باب الحارة هو مسلسل سوري تاريخي من نسج خيال الكاتب للفترة تحت الاحتلال الفرنسي. في اول خمسة أجزاء من باب الحارة سنلاحظ المقاومة السورية الباسلة في وجه العدوان الفرنسي والخسائر التي يكبدها السوريين للاحتلال الفرنسي مما أثر على الاحتلال بشكل مباشر وقراراته لمصلحة السوريين وخاصة حارة الضبع. في الأجزاء السادس وما يليه بدأ دور المقاومة ينخفض ويظهر عوضاً عنه الدور السياسي والذي أوقف “رجال الغوطة” من اكمال مسيرة الكفاح المسلح من اجل المفاوضات وأن ممارساتهم تضعف الموقف السياسي.

بعد الهدوء العسكري والتصعيد السياسي سنلاحظ العديد من التغييرات التي حدثت في كلا الجانبين. من جهة العسكر أصبحوا يزيدون التضييق والقرارات المتعفسه اتجاه السوريين وحارة الضبع, وأيضا مدير المغفر “ابو جودت” ازدادت هيبته وحضوره وبعدما كان يخاف من أن يهاجمه “الفراريون” ويطلقون النار عليه وعلى مغفره أصبح يأخذ القرارات ويفعل ما يحلو له دون أن يأخذ بعين الاعتبار من كان يهابهم سابقاً, أولهم العقيد معتز. ومن جهة أخرى, أصبح أهالي الشام يؤمنون بالقانون وكل ما يفعلوه هو التوسل والدعاء على المحتل وظلمه بعدما كانو يحلون أي مشكلة بالسلاح لتتجه الأمور لصالحهم.

من هذا المنطلق يمكننا الحكم على ما حدث ويحدث في العديد من الاحداث التاريخية والحاضر وسأركز على ما حدث في فلسطين خصيصاً. تبدأ قصتنا منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 (1) وذلك في مدينة القدس واعترفت بها الدول العربية ومن بعد مرور عام على النكسة في عام 1968 حدثت معركة الكرامة والتي كان للمنظمة دور كبير فيها وفي الانتصار الذي حققه جيش منظمة التحرير الفلسطين برفقة الجيش الأردني في فترة حكم الملك حسين(2). ومن هنا بدأ طريق المقاومة وازداد الهجوم المسلح وعمليات المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني والدول الاخرى التي كانت تقف في وجه القضية وممن دعموا الاحتلال.

مقاومات فلسطينيات

سلطة بلا سلطة

بعد طرد منظمة التحرير الفلسطينية من الأردن وسوريا ولبنان والتي تعرف بدول الطوق, حطت المنظمة رحالها في تونس(3),وهناك باتت الحلول السياسية أكثر واقعية من تلك العسكرية. وفي عام 1988 خلال احداث انتفاضة الحجارة والتي فتحت انظار العالم على القضية الفلسطينية, أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات استقلال الدولة الفلسطينية في الجزائر(4). وهنا تبدأ مرحلة جديدة من حياة ابو عمار والقضية الفلسطينية, فيلقي السلاح ويرفع غصن الزيتون في مواجهة الاحتلال.

أقر الرئيس الراحل ياسر عرفات رفقة المجلس الوطني الفلسطينية المنبثق عن منظمة التحرير مبادرة السلام الفلسطينية والتي تضمن اقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967, وبعد عدد من المفاوضات السرية تم الاعلان عام 1993 على اتفاقية اوسلو(5). ومن ثم حتى العام 2022 بدأت سلسلة من المفاوضات تخللتها مناوشات عسكرية شاركت بها منظمة التحرير مرة واحده في انتفاضة الحجارة.

ومنذ استلام الرئيس الحالي محمود عباس (ابو مازن), ازدادت دائرة المفاوضات واختفت المقاومة العسكرية. وبدأنا بعصر جديد تُصادر فيه الاراضي ويتمكن الاحتلال الصهيوني النيل من المقاومين بمساعدة من سلطة اوسلو. ومع دخولنا لمنظمات عالمية كالأمم المتحدة, عزز دور السياسية والاستنكارات الاعلامية وأخفى اي معالم عسكرية كانت قد انبثقت من منظمة التحرير. وهنا توسعت نشاطات الاحتلال الصهيوني وكل ما كان هناك تخوف منه سابقا أصبح اليوم مجازاً.

المصدر1,المصدر2,المصدر3,المصدر4,المصدر5

Motasem Hanani
WRITTEN BY

Motasem Hanani

مطور مواقع، مصمم، ممنتج وكاتب محتوى. اسعى الى تغذية المحتوى العربي التطويري والثقافي في كل ما هو حصري ومفيد بعيداً عن النقل العشوائي والبرامج القديمه التالفة.