رحلة سيدنا الخضر ورحمة القدر

54
رحلة الخضر

رحلة سيدنا الخضر ورحمة القدر، منذ اكثر من ألفي سنة توجه سيدنا موسى وفتاه الى عرض البحر يبحثون عن رجلٍ اراد سيدنا موسى لقاءه ليعلمه مما علمه الله. وحينما عادا الى المكان الذي اضاعا فيه الحوت بعد أن نسيا أمره وجدا سيدنا الخضر هناك, كما هي القصة المعروفة في القرآن الكريم. وفي هذه المقالة سألقي الضوء على فكرة معينه من هذه القصة وهي فكرة القضاء والقدر.

دائما ما يحصل معنا اشياء نتمنى أنها لو لم تحدث, جهود تذهب مع الريح واحباطات معنوية بنتائج كنا نتمنى لو كانت العكس وغيرها من الأمور. ودائما ما تكون هذه الامور عبارة عن نفق طويل نقف في بدايته دون أن نستطيع أن نرى الى أين يؤدي, ولكن في استمرارنا بالتقدم (الإلزامي) داخل هذا النفق نجد في نهايته نوراً يسطع لنهاية كنا تمنيناها ولكن ظننا انها مستحيلة, او نهاية لم نكن ندرك روعتها.

الرحلة الى الضياء

في قصة سيدنا موسى مع سيدنا الخضر توجها نحو سفينة وركبوها وحين نزلوا عنها, خرقها سيدنا الخضر. اعترض سيدنا موسى على هذا الأمر واستنكره دون أن يدرك السبب الحقيقي لهذا الفعل. حين شرح سيدنا الخضر سبب خرق هذه السفينة لسيدنا موسى أدرك سيدنا موسى أن خرق السفينه كان لخير ولو لم يخرقها لخسر أصحاب السفينة سفينتهم. وإن فكرت في منظور صاحب السفينة, لو عَرِف من هو خارق سفينته لهجم عليه وربما قتله لأنه لا يدرك أنه كان سيخسرها لولا خرقها, لقد كان لخير.

وسنلاحظ ايضا الطفل الذي قتله سيدنا الخضر لأنه كان سيرهق أمه واباه وقد كانا مؤمنيين وكان في قتله خيرٌ لهما وسيبدلهما ربهما طفل خيرُ منه. ربما لو عثر الاب على قاتل ابنه كان سيثأر ويقتله. والجدار الذي عمره ورفعه في القرية والذي كان لحماية كنز خبئ لغلامين حتى يكبرا ويستفيدا من هذا الكنز. الغلامان لا يدريان بوجود الكنز اصلا ولكن رحمة ربهما ستجعلهما يدركان أمره حين يبلغان.

كما لاحظنا في القصص السابقة والتي وردت في قصة سيدنا الخضر, نرى ان الاحداث معظمها جيد ومعظمها سيء خصيصا للاشخاص الذين مروا بهذه الاحداث. لم يعلموا أنه كان خير لهم وكيف يدركون أمر كهذا والنتيجة لم تحدث بعد. لقد تمثل سيدنا الخضر في هذه القصة بالقضاء والقدر. فكثير ما يحدث في حياتنا امور لا ندرك مدى الخير الذي سيحدث على إثرها الا بعد أن نرى الآثار المثمرة لها.

Motasem Hanani
WRITTEN BY

Motasem Hanani

مطور مواقع، مصمم، ممنتج وكاتب محتوى. اسعى الى تغذية المحتوى العربي التطويري والثقافي في كل ما هو حصري ومفيد بعيداً عن النقل العشوائي والبرامج القديمه التالفة.